بعدت عليهم الشقة
بعدت عليهم وهى في الأصل ليست بعيدة ، بعدت عليهم مثلما صعبت علينا الصلاة ، و صعب علينا القيام لصلاة الفجر ، وصعبت علينا صلاة الجماعة. لو عرفنا لماذا بعدت عليهم الشقة لعرفنا لماذا صعبت علينا أشياء كثيرة ليست في الأصل صعبة.
فهي بعدت لأنهم:
* يتمنوا عرضا قريبا سهلا يسير لا تعب فيه ولا نصب يريدون الجنة دون عمل و النصر دون تعب. فلقد اخبرنا الله أنهم كانوا على استعداد للمشاركة في الأمر لو كان قريبا سهلا و لهم فيه فائدة مباشرة.
* أنهم لم يستعدوا جيدا لهذا الخروج ،يقول تعالي” وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً”- وبالمثل فإننا ننام وننتظر أن توقظنا معجزة لصلاة الفجر. وفى الشعر العربي
ترجو السلامة ولا تسلك مسالكها إن السفينة لا تجرى على اليبس
فأن التفاؤل لا يعنى أن الحل سياتى فجاءه من السماء دون تعب و جهد منا ، ولعل في هجرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مثلا لذلك فالله لم ينقله فجاءه من مكة للمدينة بل خطط رسول الله للخروج وأعد العدة واستعان بمن يساعده على إتمام عملية الخروج
1. إن النتيجة المنطقية لحالة عدم الاستعداد والنفاق هذه هي سخط الله – نعوذ بالله من سخطه- يقول جل وعلا ” وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ”.
لم أقصد أبدا تشبيه حالنا بحال المنافقين في غزوة تبوك ولكن كل ما أردته هو اتخاذ العبر من القصص القرآني .