مبادئ النجاح ( منظور إسلامي ) – الجزء الأول
مبادئ النجاح ( منظور إسلامي ) – الجزء الأول
انتشر في السنوات الأخيرة كتابين، حققا ناجحا طاغيا و انتشار واسعا و ترجما للعديد من اللغات، وتحول إحداهما لفيلم والأخر لدورة تدريبية ، هما السر والعادات السبع للنجاح. ولقد دفعني نجاحهما المفرط كما دفع العديد غيري لقراتهما .
والان و بعد قراءة قد أصفها بالمتأنية وصلت لحقيقة مفاداة انه اذا كان هناك خلطة سحرية للنجاح أو سر دفين للسعادة فمن يملكه حقيقة هو الإسلام والمسلمين. هذا ليس تشريفا للإسلام ولا محاولة لمدحه بنسب هذه العادات إليه. بل الحقيقة انه تشريف لي أن اكتب مثل هذه المقالة و تشريف لعادات النجاح أن يتم اتخذها من كتاب الله و سنة رسوله. وربما يأتي بعدى من يهذب هذه الفكرة و يحولها إلى كتاب حقيقي يناقش نصائح السعادة والنجاح استندا على ذلك.
لذا ستكون جميع النصائح الواردة تباعا أجزاء من احاديث رسول الله أو من كتاب الله عزوجل و سوف اقدم سند هذه الاحاديث في نهاية المقال . وليس للترتيب الذى سأذكر به العادات أي دلالة بل مجرد أرقام ، فلا يعنى ذلك أن المبدأ الأول اهم من الثاني أو العكس. بل أن كل مبدأ من المبادئ المذكورة تستحق أن يفرد لها مئات الصفحات و يخط فيها مئات الكلمات. وأسال الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه
المبدأ الأول : أحرص على ما ينفعك
فكم من المسلمين اليوم عكف على أمور لا تنفع ، و كم منهم عاكف على أمور تنفع ولا ينتفع منها. وبلا إحصاءات وبلا أرقام اسأل نفسك هل أنت حقا تقضى وقتك فيما ينفع ، هل تخطط لقضاء وقتك في المفيد النافع. أما تدع الأمور تسير في أي اتجاه وحيث تصل بك تبقى.
المبدأ الثاني : استعن بالله
أن الاستعانة بالله تعنى انك أخذت بكل الأسباب و عملت كل ما عليك وخططت و لم تؤول جهدا في العمل لكنك تدرك يقينا أن النجاح بيد الله و ليس بجهدك أو بذكائك ومهاراتك. ولنا في رسول الله القدوة وكيف خطط للهجرة فاخذ بالأسباب و استعان بالثقة من الرجال والنساء ، والنجاح في النهاية بيد الله. فالله عزوجل رب الأسباب و امرنا بالأخذ بالأسباب. ولعل مثال ذلك أن الاستعانة بالله لا تعنى أن ازرع شجرة ليمون وأقول استعنت بالله أن تطرح لي تفاح ، فان هذا من السفه ورغم ثقتنا بان الله قادر على أن يطرح من شجرة الليمون تفاحا ألا أننا امرنا بالأخذ بالأسباب .
المبدأ الثالث : و لا تعجز
كان من دعاء رسول الله عليه الصلاة والسلام اللهم انى أعوذ بك من العجز والكسل ، فانت قادر على أنت تفعل الكثير لكن داء الكسل يمنعك من الكثير من الأعمال.
المبدأ الرابع : ليس الإيمان بالتمني
الأمنيات الطيبة لا تصنع التغير ، وان اكثر ما يعطلنا عن العمل هو التمني و التسويف ، فتجد نفسك تقول لك سأفعل و سأفعل و سأفعل . ولن تفعل شيئا ما دامت تلك السين العائمة موجودة. افعل الأن أو تذكر انك لن تفعل ابدأ و ستظل دائما حبيس السين
المبدأ الخامس :قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
هل لاحظت لفظة احسن في هذه الآية ؟ نعم ليس حسن بل أحسن. أن من الأعمال حسن و أحسن ، واذا أردت النجاح عليك السعي دائما للأحسن ، فالله يقول وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ، أليس كل ما ينزل علينا حسن نعم ولكن الله يأمرنا أن نأخذ بالأحسن. عليك دائما بمحاولة تحسين الأداء فكونك تؤدى عمل جيد ليس يكفى بل يجب عليك أن تسعى دائما للأفضل تحاول تجويد الأداء
المراجع:
1. قال رسول الله المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير . احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت ، كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان
2. من أقوال الحسن البصرى على ارجح الآراء إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل
3. وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً – سورة الإسراء 53
4. . وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ سورة الزمر 55
انتظروا الجزء الثاني قريبا