ادمان مشاهدة الافلام الإباحية (منظور علمي بحت)
يٌعرّف إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية بانه حالة المشاهدة المفرطة للمشاهد المعتمدة على الجنس ، يعتبر البعض أن بحث الشخص عن مشاهد جنسية لا تقع في نسق درامي دليلا علي الدخول في مرحلة الادمان. ويري البعض الاخر أنه اذا شاهد شخص مشاهدة مفرطة لمحتويات جنسية بالحد المؤثر على حياته الطبيعية فانه دخل في مرحلة الادمان.
في عام 1990 قدم لنا عالم النفس أيفل جودمان Aviel Goodman تعريفا للإدمان بشكل عام ، حيث كان يهدف وقتها لإدخال الاضطرابات من المستوي الثالث في منظومة التشخيص الامريكية DSM-III-R ، وصف جودمان الإدمان بانه :
” عملية سلوكية تؤدي لشعور باللذة مصحوبا بهروب من توتر داخلي ، و(1) تتسم بعدم القدرة علي السيطرة على هذا السلوك حتي في حالة رفضه (2) والاستمرار في نفس السلوك رغم وجود أثار سلبية له”
ولو ارتضينا هذا التعريف فانه الكثير من حالات مشاهدة الافلام الاباحية يمكن وصفها بالإدمان ، إلا ان بعض العلماء اضاف لسمات ادمان مشاهدة الافلام الاباحية عدد اخر من السمات مثل (1) الانشغال بفكرة الجنس طوال الوقت (2) البحث عن الغريب من المشاهد الجنسية.
جدل حول هل تعتبر المشاهدة المفرطة إدمان ؟
يقول ستيفن انديرت Stephen Andert :
“أن مشكلة إدمان المشاهدة الجنسية لا تختلف كثيرا عن إدمان القمار او الكحول ، فهي قد تصل لمرحلة تسيطر فيها على الانسان و تدفعه للوحل”
يقول ايريك جانسن Erick Janssen :
“يجب ان نعترف أن مشاهدة الافلام الاباحية تصل لحد الادمان عند الكثير من الاشخاص لكننا يجب ان نتوقف عن وصفهم بالمدمنين لانهم ببساطة في أغلب الاحيان ينجحوا في اقامة علاقات جنسية طبيعية”
نظرية الاسباب الاربعة:
يحدد الدكتور باتريك كارنز Dr. Patrick Carnes اربعة عوامل اساسية لإدمان المشاهدة الجنسية هي
(1) الاضطرابات الاسرية وخصوصا التزمت المفرط
(2) غياب الحب و المودة
(3) الاهمال و النبذ
(4) الاعتداء الجنسي او العاطفي
ويري دكتور كارنز أن الدافع الاغلب لهذا الادمان هي مشاعر و افكار تسيطر على الشخص مثل : أنا انسان سيء و لا اساوي الكثير ، أنا شخص غير مرغوب فيه ، لا يوجد شخص يحبني ،لا اظن ان استطيع تحقيق رغباتي ،الجنس اهم شيء في حياتي.
يؤكد دكتور كارنز أن اخطر ادمان جنسي هو ما يبدا عند الصغر و تحديد عندما يبدا الطفل بممارسة جنسية تشعره بالراحة في ظل غياب رعاية اسرية كافية. و يصرب مثلا على ذلك بطفل في 13 من عمره يجد الراحة في ممارسة العادة السرية. والخطورة أن امكانية تطور هذه الممارسة إلي المجون او زيارة بيوت الدعارة تزداد عند هؤلاء.
العلاج
في الوقت الذي يري فيه البعض بإمكانية التخلص الفوري من المشاهدة الجنسية اعتمادا على قرار شخصي ، فان الكثير من العلماء لا يعتبرون ان الامر بهذه السهولة و يحدد بعضهم عدة طرق نفسية للعلاج منها(1)العلاج المعرفي (2) علاج الخطوات الاثني عشر (3) العلاجي العقلاني للدكتور جاك ترمبي Jack Trimpey. ويؤكد كثير منهم على أن اي من هذه العلاجات يصحبها شعورا بالتوتر و القلق.