الحقائق الإحصائية غير المثبتة .. هل تعد دليلا علميا؟


ربما كل يوم نشاهد إحصاء رياضيا يشير الي ترابط او تنافر عاملين او أكثر ثم ينخرط كثيرون في استخدام هذا الاحصاء كدليل علميا علي صحة الترابط ومن ثم مؤشرا علي صدق و ثبات العلاقة بين هذه العوامل. فمثلا ينتشر إحصاء يثبت ان طوال القامة اكثر ذكاء من الأقصر في نفس العمر و يبدا العلماء و الباحثون في استخدام نتائج هذه الدراسة كحقيقة علمية ، او مثل دراسة اخري تشير للعلاقة بين طول العمر و تعدد الزوجات و هكذا. وفي الحقيقة ان هذه لا توصف بانها حقائق علمية و نتائج الأبحاث الإحصائية تستخدم كمؤشر او دليل علي النتائج العلمية و ليس العكس ، بمعني اخر اذا لم يكن هناك تفسير علمي للظاهرة فلا يعتد بنتيجة الإحصاء لانه ببساطة يمكن التلاعب بنتيجة الإحصاء من خلال العينات او من خلال المدي الزمني.

بالتأكيد يمكن تقليل احتمال خداع الإحصاء باتباع خطوات سليمة في اختيار العينة واتساع المدي الزمني للتجربة والاستمرار في البحث عن الصدق (قياس ما نهدف لقياسه) والثبات (الحصول علي نفس النتائج كل مرة) لكن حتي الأرقام الصادقة و الثابتة هي وصفا للموقف و ليس تفسير له. بمعني ان اجراء دراسة علي الرجال و الاناث بهدف مقارنة الثبات الانفعالي في حالة الغضب يمثل أداة من أدوات البحث العلمي و نتائج هذه الأداة هي مؤشرا ضمن مجموعة مؤشرات يجب ترجمتها للوصول للحقيقة العلمية.

لذا يجب استخدام الأرقام الناتجة عن عمليات الإحصاء بحذر والتفهم بانها تحتاج لتفسير وشرح حتي ترتقي لمرتبة الحقيقة العلمية و يجب التعامل مع الترابط الاحصائي باعتباره مؤشرا و ليس حقيقة في ذاته. وان علي المهتمين بكل مجال البحث عن تفسير لنتائج الإحصاء قبل إعلانها علي الناس كأرقام مجردة او كما قال مارك تون ” هناك ثلاث أنواع من الكذب، أكاذيب وأكاذيب بغيضة و إحصاءات”

Post Your Comment Here