هل يمكن ادمان الاباحية ؟ الجزء الاول


الإباحية موضوع شائك ،يراه البعض شرا خالصا يدمر الزواج ويمرض البدن ويفضي لإنحرافات سلوكية ويشجع على الإعتداءات الجنسية والتحرش والإغتصاب، ويراه البعض مفيدا لتحسين العلاقة الجنسية وتوفير منفذا للطاقة الجنسية المكبوتة ويعتبروه عاملا مساعدا في تقليل التحرش و الاعتداءات الجنسية[1].
 
وقبل أن ابدا يجب ان نعترف بان القضية جدلية ، وانه بغض النظر عن البعد الأخلاقي للمساءلة يستمتع الانسان في الغالب بمشاهدة الافلام الإباحية بقدر او باخر. حيث اشارت الدراسات الي ان نسبة مشاهدة الرجال للأفلام الإباحية تتراوح بين 50 و 99 في المائة ، وتبلغ بين النساء بين 30 و 86 في المائة.[2] 
 
تقول [3]Ana Bridges “الإباحية منتشرة ،بل واسعة الانتشار” و ساهم الانترنت فيما يوفره من الاتاحة و السرية و سهولة الوصول في زيادة انتشارها.
 
لنكن واقعيين فأن نسبة الذين يعتبرون مشاهدة الأفلام الإباحية امر مقبول عالية و كبيرة ، ففي دراسة أجريت عام 2002[4] اعتبر 86% من العينة ان الأفلام الإباحية مصدرا جيدا للتعلم ،و قال 72% انها تمثلا متنفسا غير ضار للرغبة الجنسية، وعبر 80% انهم لا يشعرون باي خجل من مشاهدة الأفلام الإباحية.
 
لكن علماء النفس[5]لديهم سؤال هام ” متي يصبح الامر ادمانا ” و “ما هو الجانب المظلم لذلك الانتشار الكبير للأفلام الإباحية”
 
تاثير الإباحية علي العلاقات الحياتية:
رغم ان كثيري من مشاهدي الإباحية لا يعانون تاثيرات عضوية و جسدية ظاهرة الا ان هناك اخرين لديهم اثار سلبية لمشاهدة الافلام الجنسية ، ففي الدراسة المشار اليه سابقا قال 9% انهم لا يستطيعون التوقف عن مشاهدة الأفلام الجنسية.

وفي دراسة أجريت علي الطالبات في جامعة [6]Tennessee قالت الفتيات انهن يشعرن باحتقار الصديق (boyfriend) عند علمهن انه يشاهد الأفلام الإباحية وانهم يشعرن بعدم الثقة في النفس وعادة ما تكون العلاقة فاترة و لا يشعرن بالاشباع الجنسي[7].
 

ويزداد الامر تعقيدا عند استعراض نتائج دراسة أجريت عام 2013 بالتعاون بين جامعتي ميزوري و برجهام [8] حيث تتبعت الدراسة العلاقة بين الأزواج ( او من يعيشوا سويا) ووجدت ان معدل الاشباع الجنسي للطرفين منخفض و ان العلاقة تكون غير جيدة اذا اعتاد الزوج مشاهدة الأفلام الاباحية لكن الغريب في الدراسة انها اشارت لتحسن النشاط الجنسي عند السيدات ممن يشاهدن أفلام اباحية[9] و زيادة الاستمتاع بالعلاقة الجنسية مع الزوج.
 
المثير للحيرة ان نفس النتائج جاءت من دراسة اخري أجريت في 2011 [10] حيث أوضحت الدراسة ان مشاهدة الرجال للاباحية يؤثر سلبا على الاستمتاع بالعلاقة الجنسية الطبيعية في حين ان الامر يختلف بالنسبة للنساء حيث يزداد عندهن[11] النشاط الجنسي.
 
 
حاولت بريدجز Bridges  تبرير ذلك بقولها ان النساء تشاهد الإباحية كجزء من العلاقة الجنسية مع الزوج ، لكن الرجل يشاهد الإباحية بحثا عن متعة كاملة منفردا. 
 
وأوضحت ان مفهوم الإباحية عند الرجل يختلف عن المراة فالرجل يسعي لمشاهدة مقاطع اباحية بدون أي اعتبار للمحتوي في حين تبحث المراة عن محتوي ادبي و قصة رقيقة و ربما تكتفي بالمشاهد الناعمة (Soft-core) و ان المراة قد تسعي للانسحاب من العلاقة اذا لاحظت ان زوجها يشاهد أفلام اباحية.
 
 وأضافت ان الرجال ممن يعتادوا مشاهدة الإباحية اكثر عرضة للاكئتاب و اقل قدرة علي الالفة و المودة و يميلون للعزلة.

 



[1] تشير الدراسات الي انخفاض معدلات التحرش الجنسي في الدنمارك بعد السماح بالاباحية في 1969
[2] Gert Martin Hald, PhD, and colleagues in The APA Handbook of Sexuality and Psychology (Vol. 2).
[3] PhD, a psychologist at the University of Arkansas
[4] PBS/Frontline by the Kinsey Institute for Research in Sex, Gender and Reproduction at Indiana University
[5] Erick Janssen, PhD, a senior scientist at the Kinsey Institute
[6] Destin Stewart, PhD, and Dawn Szymanski, PhD, at the University of Tennessee, Knoxville
[7] https://link.springer.com/article/10.1007/s11199-012-0164-0
[8] Brigham Young University and the University of Missouri
[9] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/22449010
[10] Bridges and Patricia Morokoff, PhD
[11] http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1475-6811.2010.01328.x/abstract

Post Your Comment Here